الملك لير
هناك أيام أصعب من اخري .. هو موجود في احلامي بشكل لا ينقطع .. أعرف أنه مات و لازال في قلبه الكثير.. أسئلة بلا إجابات و قصص بلا نهايات .. لم يطمئن و لم يهنأ باله بإجابات من القدر علي مخاوفه أثر في حياتي بشكل لا يستهان به .. غير ملامح ماضيّ و مستقبلي .. رفض أشياء كدت اموت من فرط البكاء عليها و لازلت .. تسبب في جروح و اصابات و لم يلمسني قط ..أحبني بجنون و لكن لم يحبني بالشكل الذي احتجته .. كان مشتت الفكر و منشغلاً بالكثير .. و بالرغم من ذلك أعطاني ما لم أحلم به من حنان .. أصبح اعز أصدقائي و كاتم أسراري قرب النهايه فلم أكتفي .. عرف قدر حبي له في العشر سنوات الاخيرة .. و في العشرة شهور الاخيره تأكد انه لا يحبه احد مثلما أحبه ، فلم يكن بجانبه شخص غيري بعد أن ظنوا أنه أصبح غير قادراً علي العطاء لا يفارق احلامي ولا يقظتي .. يختلف قدر إشتياقي له من يوم إلي آخر، فربما لا اتذكره ليوم ..أضحك و أعمل .. و لا أتذكر موته يوم اخر فأهم بالإتصال به لاخبره خبر سار ، أو أفكر في الذهاب لزيارته في المساء، و لا يفارقني لحظه في يوم يكون الأكثر إيلاماً فيقتلني الإحساس بوجوده ..و أشعر بمدي ضئالتي و أن هناك أشياء تفرض علي واقعاً أرفضه و أحتقره و لا أقوي علي تغييره ، فأنا لا أملك أن أقبله و أضمه و أشم رائحته ، و هذا واقع ، رغماً عن أنفي ، حقيقة ثابتة لا تتغير إلا في أحلامي ، المكان الوحيد الذي يمكنني التغلب علي الواقع المر فيه، مكان هش و ضعيف و ينهار مع حلول الصباح ، و لكنه يكفيني ، فليس لدي غيره ، فأنا لا أشعر بذلك الشعور إلا هناك ، لا أراه فعلياً و أسمع صوته إلا هناك ، لا أقبله و أضمه طويلاً إلا هناك ... ليلاً و أنا نائمة، لأن وقتنا سوياً في النهار قد إنتهي ، لذا أقول كل ما لم يتسني لي الوقت لكي أقوله هناك
لم يعرف"الملك لير" كم احببته ابداً، و لكنه كان قد بدأ يشعر بذلك.. قبل النهاية بأيام